الأربعاء، 2 مارس 2011

ماذا عن الخرجات الميدانية ؟

بحديث الأساتذة الكرام عن نظام الأل.أم.دي وخصائصه والظروف التي يجب أن تهيأ لنجاحه والعمل به تتبادر إلى الذهن – ونحن هنا في الجزائر – فكرة محاولة خلق جو مناسب للتكيف مع هذا النظام الجديد رغم المفارقات إن لم نقل التناقضات الصارخة الحاصلة من الجانب العملي الإجرائي بين الدول الغربية ودولنا (دول العالم الثالث!)، وهنا وفي هذا الصدد بالذات أسوق مثالا عن العدد، ففي الدول المتقدمة التي يطبق فيها نظام الأل.أم.دي مثل كندا، فرنسا... تشترط لذلك وجود عدد قليل من الطلبة يتم متابعتهم إلى غاية انتهاء مشوارهم الدراسي فيتخرجون أكفاء مكونين وقادرين على أداء الرسالة، وهذا ما لا نجده عندنا هنا فقولنا أن طلبة العلوم السياسية هنا في الكلية موزعون على 48 فوج، يكونون 4 مجموعات أي أنه في كل مجموعة 12 فوج والفوج الواحد يبلغ في بعض الأحيان 28 طالب، فهذا وحده كاف، ولكن حتى إذا أخدنا بفكرة أن نظام الأل.أم.دي قابل للتكيف مع الظروف والشروط المختلفة، فدعونا هنا نمر على هاته النقطة الحتمية المفروضة ونمر إلى نقطة أخرى أكثر أهمية ألا وهي الخرجات الميدانية، فلما يقال أن هذا النظام يركز على الناحية التطبيقية أكثر منه على النظرية ونحاول من جهة أخرى تطبيقها على الواقع المعمول به نجد العكس تماما، فرغم التذكير الدائم للأساتذة بضرورة الزيارات الميدانية إلا أنه لا بوجد إهتمام على الإطلاق، في الوقت الذي تخصص فيه لمثل هاته المبادرات في الدول المتقدمة ميزانيات كبيرة ، فما المانع من خروج طلبة العلوم السياسية في زيارات ميدانية إلى المجلس الشعبي الوطني "البرلمان"، قصد التعرف على طريقة عمله والإجراءات التي يقوم بها ومم يتكون... خاصة إذا علمنا أن مثل هاته الطريقة هي أكثر ترسيخا للأفكار والمعلومات من تلك النظرية التي تجعل الطالب في معاملة دائمة مع أفكار أقل ما يقال عنها أنها ستاستيكية جامدة! وهذا مع احترامي وتقديري لقيمة العلم حتى لا يفهم شيء آخر.
         أضيف بقولي أنه ومن خلال ممارستي لعملية استقراء ناقص وهذا بعد المحاورات التي أجريتها مع بعض زملائي الطلبة بكل موضوعية اتضح جليا تلك  الرغبة في تنظيم حملات للخروج إلى الميدان فلعل وعسى أن تكون هناك استفادة أكثر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتى يصدق قولنا بأننا نتبع نظام الأل.أم.دي قولا وتطبيقا وليس للأول فقط على حساب الثاني، هذا مع التأكيد –بعد المحاورات مع بعض الأساتذة- عن أن مثل هاته المبادرات سوف تنعكس إيجابا على عملية التحصيل العلمي لدى الطلبة، ولذلك نقول: يجب من الآن وصاعدا على الطلبة والأساتذة وبالخصوص الأساتذة رؤساء الأقسام وضع هذه الفكرة نصب أعينهم لتكون قيد الدراسة في أقرب وقت ونتمنى أن تحول إلى مشروع لينعكس إلى فعل وتطبيق على أرض الواقع ويكون انطلاقة جديدة للنهوض بميدان البحث والتحصيل العلمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق