الاثنين، 9 مايو 2011

معذرة زملائي !

انه ليحزنني ويملأ قلبي غيظا بعض التصرفات اللامسؤولة التي تصدر عن بعض الطلبة والتي لا تليق بمقام طالب علم بل هي على العكس من ذلك تذله وتحط من قيمته، فقد حدث وأن اتصل بي بعض الزملاء ليطلب مني –وكان ذلك يوم إلقاء عرضه- أن أحضِر له بعض عناوين المراجع ليضمّنها في بحثه من دون الرجوع إليها، وطالبة أخرى تنتظر زميلتها التي تعرض بحثها لتقوم بتسليمها إياه لتعيد عرضه دون علمها حتى بمحتوى ومضمون ذلك البحث، وهنا أجد نفسي أمام سؤال قد يبدو تافها بالنسبة لهؤلاء الذين قاموا بمثل هاته التصرفات وهو: أين هي الأمانة العلمية؟ إذا كان الباحث أو الدكتور يبيت ساهرا ليجمع عصارة فكره في كتاب يأمل من خلاله أن يكون نبراسا وسراجا منيرا لطلبة العلم في طريق تحصيلهم ثم بعد ذلك نجد بعض الطلبة يخلطون بين هذا وذاك وشغلهم الشاغل هو ملأ وتضمين بحوثهم بتراكمية من "التّخلاط" وكأنهم يأخدون من كل بحر قطرة ومن كل بستان زهرة. ثم عند إلقائهم لبحوثهم تبدأ العيوب المنهجية والمعرفية تطفو إلى ساحة المناقشة ما بين الأستاذ والطلبة وهنالك أجد المرتع الخصب لأشفي غليلي في التعبير عن تلك التصرفات لكن بطريقة غير مباشرة ليست مثل التي أسوقها الآن.
إن الشيء الذي يزيد الطين بلة هو أن هؤلاء وأمثالهم هم من نجدهم في الصف الأول عندما تكون هناك مسيرات وإضرابات مثل هاته الأخيرة التي حصلت ضد نظام الأل.أم.دي، وهم يجهلون أنهم يشاركون بصفة أساسية في فشل تطبيقه، إذ هذا النظام يطبق على الطلبة وبهم يتحدد نجاحه من عدمه, فإذا كانت المجتمعات تقوم بالدرجة الأولى على الموارد البشرية فكذلك الطلبة بالنسبة لنظام الأل.أم.دي.
إنني حين أخاطب زملائي وزميلاتي في مقاعد الجامعة باعتباري طالبا مثلهم فإنه لا يسعني وقتئذ إلا أن أنوّه بخطورة التقصير في حق العلم والعلماء إذ أن هذا التقصير لهو من الخطورة بمكان فهو سبب فشلنا وتهاوننا ووصولنا إلى ما نحن عليه الآن، والمتأمل بعين البصيرة يدرك تماما كلامي ويفهم ما أعنيه، فأنا أعتقد أن مقصودي لا يخفى على عاقل. ومن هنا وجب على كل منا الاعتدال فليس شرطا أن يكون الإنسان خارقا للعادة أو يكون ضعيفا بل المطلوب هو بذل الجهد المستطاع لتحقيق ما يمكن تحقيقه فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وهذا يقودنا إلى الحديث عن النية والإخلاص في العمل فهما سببان رئيسيان للنجاح، أما المبدأ الذي أؤمن به وأختم به كلامي فهو أنه ما من إنسان أراد الوصول إلى هدف ووفر له الأسباب الموضوعية إلا وكان له ذلك، وفي التاريخ الأمثلة الحية عن ذلك إذ لا المراوغة ولا التحايل كانا يوما سببا للنجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق